قصص



شـَهْـقـَة الـحُـلْــمــ ..


  هزّ العلبة الصغيرة التي حظيَ بها كهديـّة بين إصبعيه ، ثم أشعلَ ابتسامة متوهجة ملأتْ شحوبَ ملامحه وهو يغادر المكان الذي يقامُ فيه المهرجان السنوي لموسم الصيف ، والذي توهبُ فيه الهدايا الكثيرة القيمة والبسيطة إثر الإجابة عن بعض الأسئلة .

كان كمن حظيَ بهبة عظيمة لم يتوقعها يوما من أيام حياته البائسة التي تشبعتْ فقط بالفقر وآثاره المقيتة على وجوه زوجته وأبنائه ، كانتْ نبضاته تتزايد وهو يحثّ الخطى نحو شقته الصغيرة , ويرسم ابتسامة رضا لكل فرد من أفراد أسرته بدءًا بابنته الصغيرة التي وعدها مرارا بتحقيق أمنيتها الصغيرة المؤجلة من قبل شهور كثيرة مضتْ ، كان يهز العلبة المقفلة ويخمّن حجم القطعة الذهبية التي بداخلها وكم تساوي من النقود حين يبيعها ويقبض ثمنها ، وبين الحين والآخر يسرجُ ابتسامة ابن من أبنائه في خياله وتقفز الدماء إلى وجهه تلوّن وجنتيه ابتهاجا وانتصارا على شبح الفقر والخذلان الذيْن باتا يتراقصان أمام زوجته وأبنائه ليلَ نهار وجعلا منه رجلا ,  اختنقتْ الفرحة داخله فأقبرَها بمرارة في زاوية قصيـّـة من قلبه .

أحسّ بأنّ مسافة الطريق أصبحتْ طويلة جدا وبأنه كان يطويها كل يوم في دقائق أقلّ مما يتمنى ؛ حيثُ يرى حكايا الانتظار والتأمل تتقافز من أعين أبنائه عند وصوله للمنزل .

حين ولجَ المنزل بابتسامته العريضة ووجنتيه المتوهجتين نادى زوجته بصوتٍ امتزجَ بالنشوة , فأقبلتْ والتفّ الأبناء حولهما بأعينٍ تفيضُ حيْرة .

كان يمزق غلاف العلبة الصغيرة وهو يتحدثُ بفرح وزهو :

ـ اليوم حظيتُ بهذه القطعة الذهبية كهدية من المهرجان الصيفي بعد إجابتي عن سؤالٍ لم يكن عويصًا ، وسوف أبيعها وأشتري لكم بثمنها بعض ما تتمنون .

ابتهج الأبناء كثيرا أمّا الزوجة فتوهجتْ فرحا حين رأتْ بهجة أبنائها وأحلامهم الصغيرة التي آن لها أن تتحقق بعد طول انتظار .
فتحَ العلبة والأعناق مشرئبة نحوها ، وأحلام أطفاله تتزاحمُ مع أنفاسهم البريئة ، حدّقوا بقوة ، التقطها بأنامله المرتجفة ولكمة الخيبة تهشـّـمُ قواه ؛ كانتْ قطعة معدنية رخيصة جدا لا تساوي ثمنَ حُـلمٍ صغير .




,,

بقلم القاصة : زهراء المقداد


::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

* يوم طارت ابنتي ..,

* ليس مكاني ..~


* الكوكب الآخر ,,


 شراع الأمنيات الدافئة ..

حمى الكلام ..,

ثمة موت آخر .,

جسور معلّقة ..~

أزف الرحيل .,,

ربما يطلع الفجر ..,

كائنات الوحشة  ,~

0 التعليقات:

إرسال تعليق

" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "

إرسال تعليق

" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "