مقالات

محطات قصيرة
 
(من يتسبب في الآلام «للآخرين» يميل إلى نسيانها بسهولة، في حين أن الذين عانوا لا يستطيعون أن ينسوا)


ناوتو كان رئيس وزراء اليابان .


* * *


النجاح يأتي عندما تبني توقعاتك على أسس سليمة.


* * *


أمر طبيعي أن تعمل في وسط ولا تقيم علاقات مع أفراده، لأن ذلك يتعلق بمسألة الانسجام فقط.


* * *


تظن أحياناً أن ما تمر به صعب، ومؤلم، وتنشغل به، ولكن بعد زمن تكتشف أنه مرّ كغيره من الأمور، وابتعد عنك، وعمن حاولوا أن ينشغلوا به.


* * *


هناك فرق هائل بين الحب عندما تحلم به، وبين الحب في الواقع، وهو عادة الحب الحقيقي!


* * *


أعجب ممن يعجزون عن العطاء، ولكنهم دائماً يطالبون به!


* * *


الصفحة الأولى في كتاب الحياة دائماً التفاؤل، ومن ثم الحب!


* * *


تذوب في حصار الهمّ والفشل، دون أن تفكر في بقية نعم الله سبحانه وتعالى التي أنعمها عليك، والتي لو تذكرتها لغادرت فوراً مرافئ الهمّ اليائسة!


* * *


الله سبحانه وتعالى هو الغفور الرحيم، وهو من يقبل توبة من تاب، وعاد إليه لكن العباد قد يرفضون توبة أحدهم، ويصرون على أن يظل في نظرهم غير مقبول التوبة!


* * *


الحياة الحقيقية لشخص ما هي التي تدفعه بأن يقدم إضافة جديدة، ومعبّرة له ولمن حوله!


* * *


من حق كل منا أن يحلم بأن يصبح ثرياً، ومحققاً لطموحاته لكن هل تعني الطريقة لهذا النجاح؟ أقصد هل من المهم أن تكون مشروعة أم غير مشروعة؟


* * *


الإلهام يأتي من الرغبة في ممارسة تحديات جديدة!


* * *


الثقة تبدأ من معايشة إحساس أنه لا يوجد من بإمكانه أن يرغمك على فعل شيء لا ترغب القيام به!


* * *


العقلاء فقط لا يصدمون عندما يجدون الحقيقة مختلفة تماماً!


* * *


روعة الحياة أحياناً أنها قد تفتح لك الأبواب المغلقة دون أن تقترب منها!


* * *


بعض العلاقات الإنسانية تستمر طويلاً لأنه يسيطر عليها قواعد الذوق والاحترام!


* * *


لا تأخذك المفاجأة إن اكتشفت في موقف ما قوتك، وخبرتك، وتعاملك بحكمة، فقط عليك أن تؤمن بهذه القيمة!


* * *


من الرائع أن تظل ايجابياً، حتى وإن خسرت كل شيء!


* * *


أنت موهوب، ولكنك تفتقد إلى التواجد في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب!


* * *


تجدهم أمامك فجأة قادرين على إعادة الثقة، وزرع الأمان، بعد أن أدمنت الخوف من مدى قدرتك على تحمل المسؤولية!


* * *


كثيرة هي اختبارات الحياة، التي كانت قاسية، وظالمة جداً!


* * *


أي نجاح يحققه الإنسان له ضريبة، وله ايجابيات، وسلبيات عليه أن يضعها في كفة الميزان!


* * *


بعض الأشياء نملكها، ولكننا نظل لا ننتمي إليها!


* * *


الغموض الحقيقي هو أن تترك الآخر يطرح أسئلته، دون أن تكون مكلفاً بالاجابة عنها!


* * *


الموضوعية تقتضي بأن معاداة شخص ما لا تعني معاداة الجنس البشري الذي ينتمي إليه!


* * *


الرهانات الصعبة ظلت دوماً خيار المبدعين!


* * *


لا شيء في الحياة على الاطلاق من الممكن أن يمنح «ضمانات كافية»!


* * *


الوجوه المبتسمة تمنحك دائماً التفاؤل والارتياح!


* * *


هو باهت، كغيره من بشر كثيرين، شخصيته لا تعكس أي بصمة شخصية له، حتى وإن كنت مختلفاً معه، ولذلك يحضر، ويغيب دون أي أثر!


* * *


المحطة الأخيرة:


وأعلمَ عِلمَ اليوم والأمس قبلهُ


ولكنني عن عِلْمِ ما في غد عَمِ


«زهير بن أبي سلمى»

بقلم : نجوى هاشم .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

اتق شر من أحسنت إليه (إن كان لئيماً)



النفوس السوية تمتثل قول الله تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (60) سورة الرحمن، فهي دائماً تقابل المعروف بالثناء والدعاء والعرفان، ويجزي الإحسان بالإحسان.


وقد جبلت النفوس أو القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها، وهذا الأمر الطبيعي جعله الله في عموم بني البشر، لكن هناك فئة شاذة منتكسة مخالفة للدين والفطرة والعقل، لا ترد الجميل، ولا تعرف للوفاء قيمة، بل إنها كما يقول بعض العوام: (تعض اليد التي تمتد إليها)، وتسيء إلى من أحسن إليها قولاً وعملاً، وهذا الأمر لا يتصف به إلا أهل القلوب والعقول السقيمة.


وبالمناسبة فإن قول (اتق شر من أحسنت إليه) من الأحاديث الموضوعة التي لا يجب نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنها كلمة بالغة الدقة، وفيها من الموضوعية الشيء الكثير، لأنها تحكي حالاً وصورة واقعية لنكران الجميل من قبل ضعاف النفوس.. وإليكم أمثلة من ذلك:


فعندما يحسن شخص إلى آخر، ويقرضه قرضاً حسناً، ويطلب سداده، فإنه يجد منه العناء والمشقة في سداد هذا الدين، ولو وصل الأمر إلى أقسام الشرطة، والمحاكم، والإمارات، فقد لا يطول منه شيئاً بل تسويفاً ومماطلة، وإمعاناً في الأذى.


وكم من شيخ فاضل تلقى العلم عنده (طويلب علم) فقلب له ظهر المجن، وأساء إلى شيخه همزاً ولمزاً، وقولاً وفعلاً.


وهناك حالات أخرى لمن يحسن إلى لئيم فلا يجد منه إلا لؤماً وخسة، وكم من محسن أشفق على ضعيف، وكم من صاحب معروف حن وعطف على صاحب حاجة فمده بالعون والشفاعة، أو الدعم المادي، وتنكر لمعروفه بما ينطبق عليه قول الشاعر:


إذا أنت أكرمت الكريم ملكته


وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا


وهكذا هم اللئام إذا اتجه الإحسان إليهم، ووصل المعروف عليهم، قابلوا ذلك بالإساءة، ونكران الجميل.


وإنني هناك لا أيَئّس الناس من عمل المعروف، وتحجيمهم، وتثبيطهم.. لكنني أؤكد على أن عمل الخير والمعروف والإحسان كما هو يتطلب الصبر في حال أدائه، يتطلب الصبر أيضاً بعد الفراغ منه، تعظيماً للأجر، وزيادة في البلوى، فإن لم يحصل الشكر فقد يكون ماهو أسوأ منه، ولكن أصحاب الهمم العالية، العاملين لوجه الله، لا ينتظرون جزاءً ولا شكوراً من الخلق.


لا يضرهم المخذلون والمتنكرون، فيردون عليهم ويقابلون إساءاتهم بالإحسان {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ} (9) سورة الإنسان، وهذا حال السلف الصالح، وكذلك فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع (مسطح) الذي كان ينفق عليه، ثم سعى في إشاعة الفاحشة على الصديقة بنت الصديق، فأقسم أبو بكر رضي الله عنه ألا ينفق عليه، ولكن ما إن نزل قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22) سورة النور، قال أبو بكر: بلى، والله إني أُحِبُّ أن يغفرَ الله لي، فرجعَ إلى مِسْطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: واللهِ لا أنزعها منه أبداً، وعاد أبو بكر إلى الإنفاق والإحسان على (مسطح).


وفعل اللئام والشواذ لا يفل عزيمة أهل الهمم العالية، والخصال الحميدة، وأصحاب المعروف في أن يبذلوا معروفهم، ويواصلوا عطاءهم، لأن عملهم لله وفي الله، وابتغاء مرضاته، فشتان بين الكرام وبين اللئام.. فيا أيها المحسن ويا صاحب المعروف لا يضرك غمط من غمطك، ولا جحود من جحدك، وأحمد الله أنك صاحب اليد العليا، واعلم أن الله أجرى على يديك الخير ليعطيك الدرجات العليا في الجنة، وسلّط عليك مَنْ أكرمته ليرفع مقامك عند الله، لأن عملك لله -عز وجل- ولمرضاته لا لمرضاة الناس؛ إذ رضى الناس غاية لا تدرك، فعمل الخير وصف لك بأنك من الأخيار، وإنكار المعروف دليل على الحمق، وهذا وصفه، قال تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} (84) سورة الإسراء، وهذه الحكمة (اتق شرَّ من أحسنت إليه) لها تتمة وهي (إن كان لئيماً)، قال تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (60) سورة الرحمن، ولا تنس المقولة القائلة: اعمل خيراً تلقَ شراً لا والله، اعمل شرًّا تلق خيراً لا والله.


وعلامة الإخلاص عمل الخير مع أهله ومع غير أهله، لأن الإنسان الكامل مفطور على الرحمة، كما هو الحال في سيرة نبي الرحمة، فقد أحسن لمن أساء إليه عند المقدرة (اذهبوا فأنتم الطلقاء).


خاتمة:


فوا عجباً لمن غذوت طفلاً


ألفته بأطراف البناني


أعلمه الرماية كل يوم


فلما اشتدَّ ساعده رماني


أعلمه الفتوة كل حين


فلما طر شاربه جفاني


وكم علمته نظم القوافي


فلما قال قافية هجاني




بقلم : سلمان بن محمد العُمري

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::




أجمل سوء تقدير

حين يُقَدَّر الرجل امرأة بأكثر مما تستحق بكثير، ويراها أجمل مما هي عليه في الواقع بأضعاف، وحين يُقدِّر المرأة رجلاً بما يفوق حجمه مراراً، وتراه أميراً بين الرجال مع أنه عادي.. وأقل من عادي.. فإن هذه هو «الحب» وهو أجمل سوء تقدير بين الرجل والمرأة.. لأنه يسعد الاثنين إذا كان متبادلاً.. ولأنه يبدع لنا الشعر المزركش بالخيال.. والقصص واللوحات وكل الفنون المطرزة بالجمال.. معظمها ولدت في كهف الحب المسحور..


كنتُ أقرأ وأنا مراهق قصص حب لاهبة، كان المؤلف يضفي أوصاف الجمال على بطلة القصة حتى أطير معها في الخيال، وحين رأيتها مجسدة ممثلة في أفلام، ورأيت البطلة التي طالما سافر معها خيالي صُدِمت، هبط خيالي إلى الأرض، بل سقط بلا مظلة، هذا مع أن التي مثلت دور البطلة جميلة ومتعوب عليها في الشكل والمكياج ولكن يا لروعة الخيال وشدة إمعانه في الإسراف، وذلك ما يحصل للعاشقين، فالعاشق يرى محبوبته أجمل امرأة في الدنيا، ونحن نراها عادية لا تلفت الانتباه، فضلاً عن أن تصيب عاشقها بكل هذا الغرام والسهر والهيام والجنون أحياناً، وأظن أننا لو رأينا ليلى المجنون لقلنا:


«آن لأبي حنيفة أن يمد رِجْلَه)..


وروى لي أحدهم أن صديقاً له أضرب عن الزواج وكاد يضرب عن الطعام والكلام لأن محبوبته تزوجت غيره وهو لا يرى ولا يريد في الوجود سواها، يقول: وحين رأيتها مصادفة ذُهِلْتُ وذكرت المثل (القرد في عين أمه غزال)..


على كل حال اتفقت أمثال الأمم في الشرق والغرب، في القديم والحديث على أن (الحب أعمى)..


بمعنى أن المحب يعمى عن عيوب المحبوب، بل ويضفي عليه محاسن ليست فيه، بل هي من حرارة الخيال والأحلام والحرمان..


وإذا قرأنا قصائد الحب اللاهبة، رأينا من عجائب الأوصاف الجميلة في المحبوب ما لا يكاد يوجد في إنسان قط، إلا في خيال الشاعر العاشق، وهو في شعوره صادق لأنه مشحون بكهرباء الحب مفتون بهذا المحبوب إلى حد الجنون..


* وقد دخلت ليلى الأخيلية على عبدالملك بن مروان فنظر إليها متعجباً وقال:


- ماذا رأى فيك توبة حتى عشقك كل ذلك العشق؟!


فقالت فوراً:


- ما رأى الناس فيك حين جعلوك أمير المؤمنين..! فلم يغضب بل تبسم ضاحكاً وكافأها..


* * *


إن الصورة التي في ذهن العاشق تختلف عن صورة المعشوق كما هو، وكما يراه الآخرون، فالعاشق المسكين يضفي كل صفات الحسن والجمال وأسرار التألق والتفرد على محبوبه وقد (تبلور) في عقله وقلبه فلا يرى غيره ولا يفكر في سواه حتى إن عدداً لا يحصى من العشاق أضربوا عن الزواج لأنهم لم يستطيعوا الزواج ممن يعشقون، ومنهم من مات عشقاً أو أصابه الجنون، وحين يجرد العاشق نفسه ويحاول الحكم على محبوبه بموضوعية فلن يزيد على قول جميل بثينه:


«فوالله ما أدري أزيدت ملاحةً


وحسناً على النسوان أم ليس لي عقلٌ؟!»


والجواب الأخير هو الصحيح لأن العشق المتمكن يُعمي العيون والقلوب ويطمس العقول:


«قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم


العشق أعظم مما بالمجانين


العشق لا يستفيق الدهر صاحبه


وإنما يصرع المجنون الحين»


والعشاق يلذ لهم هذا الجنون بمن يعشقون، والمراقبون الأذكياء كالعلامة ابن القيم في كتابة «روضة المحبين» يعتبر العشق نوعاً من الوسواس القهري أو الفكرة المسيطرة أو الجنون:


يقول:


- «الحب مرض سواسي شبيه بالمناخوليا»!


ويقول:


- «الحب المفرط يستر العقل فلا يعقل المحب ما ينفعه وما يضره فهو شعبة من الجنون»!






بقلم : عبدالله الجعيثن

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::




متلازمة كشاجم !


المواهب فضل من الله وهبة يمتن بها على من يشاء من عباده ؛ وقد تتكاثر في إنسان وتقل عند آخر ، وربما استعملها الأول في الخير والثاني في الشر؛ وأحياناً يعلم الإنسان بموهبته وأحياناً يحتاج لتنبيه ناصح عليها ؛ لكن الشيء المشترك في الناس غالباً هو ظنهم الحسن المفرط في أنفسهم ومواهبهم حتى أدخل البعض نفسه في متاهة قادته للهاوية كما حدث مع الدكتور أجاكس " لويس " عوض كمثال قريب .


وكشاجم هو أبو الفتح بن محمود بن شاهيك من شعراء القرن الرابع المعدودين في شعراء بلاط سيف الدولة ؛ و" كشاجم " لقب له منحوت من أوائل حروف مواهبه لأنه كان كاتباً شاعراً أديباً جميلاً مغنياً ؛ وقد أضاف لها في آخر عمره حرف الطاء تعبيراً عن طبخه أوطبه – على خلاف في الرواية - لكنها لم تشتهر عنه . و أسلوب النحت مشهور قديم كما في " حنفش " حيث كان حنبلياً فحنفياً ثم شافعياً ؛ وكما في توقيع للدكتور غازي القصيبي " أبو نفيس " منحوت من أوائل أسماء أولاده : نجاد وفارس ويارا وسهيل أصلحهم الله جميعاً ووالدهم " الكشاجمي "حقاً .


ومتلازمة كشاجم وعقدته تبرز بوضوح عند كثير من الساسة والكتاب وأساتذة الجامعات فيهرفون بما لا يعرفون هروباً من فضيلة " لا أعلم " ؛ وهي منتشرة عند شعوب العالم الثالث الذين يتكلمون في الدين والسياسة والطب دون علم أو تخصص ؛ بل بجهل واضح وتخرص بين لايحتاج إثباته لكبير عناء ، فمن ذا الذي يحجب الظلام عن العيون المبصرة ؟ .


ولا يعني هذا غياب الموسوعات من عالمنا وتكريس التخصص ؛ فهنا وهناك بكر أبو زيد وعبد الكريم الخضير وسفر الحوالي والطنطاوي ومحمود محمد شاكر ومحمد رواس قلعجي وعبد الكريم بكار ومحمد بن الحسن الددو وغيرهم كثيركثير؛ ولكن المأساة في تكلم الجهلة وتصدر الرويبضة حتى يصدق عليهم قول ابن دقيق العيد رحمه الله :
يقولون هذا عندنا غير جائزٍ ! ... فمن أنتموا ؟حتى يكون لكم عند ُ !


وصاروا كما قال الناظم :
صار ينهى عن المعالي سفيه ... لا يساوي ثيابه وهو فيها !


ومن المضحكات اتهام الإمام الشافعي من قبل كشاجمي مزيف معاصر بأنه عميل للدولة الأموية ؛ علماً أن الشافعي ولد بعد نهاية الدولة الأموية بثمانية عشر عاماً !وكشاجمية أخرى تعزو التخلف في بلاد المسلمين لحجاب النساء مع أن الحجاب في بلادها منزوع مذ مائة عام دون تقدم ملحوظ بل حالهم فقر وتقهقر وقهر ؛ وعلى ذين المثالين قس ؛ وعلى كل كشاجمي مزيف يصدق قول أهل الصين : " لاتقس عمق الماء بقزم " .


وتعود عقدة الكشاجمية عند كثير من أصحابها إلى مركب النقص الداخلي فيسعى صاحبه بتغطية نقصه بالبهرج الزائف الذي لا يروج على عقول الأغيلمة بله الرجال ؛ وربما تعود هذه العقدة إلى مكانة صاحبها الاجتماعية أو مقدرته المالية فتعطيه دنياه المقبلة حسنات غيره وتستر عيوبه فتراه الشاعر الكاتب الفارس المفكر الفنان ... إلى ما يريد هو من ألقاب تساق إليه كرهاً وتنضاف إلى اسمه بلا حق يشهد به أهل الشأن والمعرفة .
اللهم اهد ضال المسلمين ؛ واحفظ بلاد المسلمين وخص بالحفظ بلادنا والعراق وفلسطين وأفغانستان ؛ والسلام .


بقلم : أحمد بن عبد المحسن العساف



:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



دعني أشاهد مرآتك




عندما تحسن التصرف وتجتهد بحسن المعاملة وجميل الصنع تجاه الآخرين فثق أن تصرفك هذا سيفسر على أحد أمرين لا أعتقد أن لهما ثالثا .. حسب نوعية الذين تتعامل معهم ..


فالصنف الأول سيعتبر معاملتك دليلاً على طيب قلبك وطهارة نفسك وإنسانيتك ، وحتماً سينعكس صدى تلك المعاملة على احترامه واهتمامه بك ، وسيحرص كل الحرص على أن يقابلك بنفس الصورة إن لم يكن أفضل، بل وسيجاهد في الحرص على أن تتاح له الفرصة لإثبات ذلك ..


أما الصنف الآخر فسيفسر معاملتك على أنها حق له وواجب عليك وستكون في نظره لم تقم بفعل إلا ما يجب عليك فعله بمعنى سيقول في نفسه " لولا أنني أستحق تلك المعاملة الطيبة لما عاملني بها فلان.. وهو يعاملني بهذا الاهتمام لأنني أستحقه .. انه واجبه نحوي "


دعونا نتفق على أن تصرفاتنا نحو الآخر لا تفسر كما أردناها نحن ؛ إنما حسب مرآة داخلية يملكها ذلك الشخص حولنا لتعكس صورة شخصيته وقناعاته لنفسه .


هل معنى ذلك أن البعض يضطرك لأنْ تتصرف معه بما لا يتوافق مع طبيعتك وقناعاتك؟


للأسف .. نعم


أليس من المؤلم أن يضطرك البعض لارتداء ثوب أنت لا تحبه ولا يناسب ارتياحك؟!


ذلك الثوب الذي يجبرك على ارتدائه البعض ويكون هدفك أن ترسل لهم رسالة تقول فيها " جرب يوماً أن أكون أنا لست كما أنا .."


هل تحتاج لتغيير ردائك أمام البعض ليقدروا قيمة ردائك الأصلي ؟


ربما ...!


لا أسأل الناس عما في ضمائرهم .. ما في ضميري لهم من ذلك يكفيني

بقلم  : هدى السالم






0 التعليقات:

إرسال تعليق

" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "

إرسال تعليق

" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "